الرئيسية / المقالات / الوضع السياسي الحالي والحل

الوضع السياسي الحالي والحل

الطريق المغلق.. هو ملخص التصورات لكثير من المهتمين في الشأن المحلي.

مابين أزمة إلغاء مجلس بلدي العاصمة وتحويله إلى أمانة عامة ومخاوف رؤساء وأعضاء المجالس البلدية من إقدام الحكومة على تحويل جميع المجالس البلدية إلى أمانات عامة معينه في ظل تحول المجالس البلدية عمليا من جهة منتخبة إلى وسطاء بين الناس ووزارة الشؤون البلدية.

وبين الحال السياسي الذي شهد تراجع مخيف لمعدل الحريات وتزايد القوانين الأمنية التي مرت وتمر من المجلس النيابي بسهولة في ظل استمرارية عقم النواب العاجزين عن تحقيق أي إنجاز يجددون به ثقة الناخبين الذين سيمارسون بدورهم السخط على من أنتخبوهم.

الجميع اليوم يقف حائرا كالعاجز يبحث عن الحل مع تعقد المشهد السياسي اليومي، لانعلم إلى أين سنذهب أو إلى أي مدى سنبحث، هنا سأتوقف أمام المشهد بحسب رؤيتي المتواضعة أتعمق من خلالها بحثآ عن الحل.

نتذكر المشروع الإصلاحي لجلالة الملك الذي أعتبره الغالبية من الشعب إنفراجه سياسية للأوضاع المأزومة في تلك الفترة قبل أن يختلف على بنوده مما أدى إلى رفض البعض لهذا الدستور وطرح مشروع الدستور العقدي بينما قاطعت الجمعيات السياسية المعترضه البرلمان احتجاجا على ماحصل، وهنا بدأت رحلة البعض في رفض المشاركة السياسية الموجودة في تلك الفترة من الزمن, ولكن الأمر سرعان ماتحول إلى تراجع وإقرار بأهمية العمل السياسي من داخل البرلمان في تذبذب واضح كفيل بإثبات أن الرؤية غير واضحة تماما بل وربما تكون مبنية على العواطف الآنية أو صوت الشارع.

تلاحقت الأحداث بسرعة في 2011 بإنشقاق المجتمع لطائفتين يحملان الشحن والتعصب لرأيهم, مابين مسجد الفاتح الذي شهد صراعآ على المنصة أو زعامة المشهد في تنوع فكري وسياسي غريب لم يكن لأحد أن يتوقع إجتماعه على موقف موحد وبكلمة ذات طابع مطلبي قبلها الموالي والمستقل تحت قيادة تمثلت في الشيخ عبداللطيف المحمود، وبين تجمع آخر كبير في دوار مجلس التعاون تأرجحت القيادة فيه مابين الشباب والجمعيات السياسية التي لم تكن في الحقيقة قادرة على قيادة الحراك إلى مطلب آخر غير إسقاط النظام.

إنتقل الصراع الداخلي بعد فض إعتصام دوار مجلس التعاون ووقوع القتلى من الطرفين إلى صراع إعلامي وسياسي خارجي عند المنظمات والدول وداخلي في التحشيد الجماهيري ضد الآخر وبدأت مرحلة الكراهية بين لاعبين أساسيين بالأخص وهم النظام والوفاق.

هنا غاب الحل السياسي مع تمسك الأطراف بأطروحاتهم ورفض المبادرات التي تحمل التنازل, وأستمر الحال حتى بدأت الكفة تميل بصورة واضحة للنظام السياسي الذي بدأ يضيق الخناق على الجمعيات أكثر فأكثر حتى وصل الحال إلى مكابرة لا أكثر برفع شعارات الحماس الثورية وإهمال الواقعية حتى صار لزاما عليهم دفع ضريبه الهزيمة.

هنا نتوقف عن سرد الأحداث ونتسائل.. هل الوطنية بشباب مندفع نحو مصير معلوم ؟ أم أنهم تناسوا أن أطراف النزاع هم (مسلمين) فصارعزاء المصاب هو خاتمة الشهادة ؟ هل مصدر التفائل في هذه المغامرة هو الغرب الذي تناسى الشعب السوري اليوم ؟ أم أنه المسير خلف مراهقة العواطف ؟

من الصعوبة على الكثير أن يفتحوا أبواب نقد الذات لأنها أبواب قد تؤدي للإنشقاق والتخوين عند المتعصبين بينما تشير كل المؤشرات اليوم أن جميع الأطراف بحاجة إلى إعادة قراءه الواقع بحسابات مختلفة وأكثر واقعية، أما نقطة (ما هو الحل) فقد ضاعت فرصة الحل ولاينبغي الإنتظار.

الخيارات السياسية عند جميع من يعمل في دعم الإصلاح أصبحت ضيقة وبات الجو السياسي خانق جدآ, وهنا يأتي دور الواقعية بين خيارين فقط، إما الانسحاب من المشهد وإنتظار التنازل من النظام أو المشاركة السياسية بخيارات محدودة وقد لاتثمر بنتائج ملموسة ظاهرة.

المشاركة تعني تراجع لكثير من الشعارات التي رفعت والأحلام التي وضعت والجماهير التي أنتظرت وبدأ مرحلة جديدة في التعامل مع معطيات المرحلة تتناسب مع الظروف السياسية المعقدة، إن الوضع السياسي المعقد والسيء الذي تعيشه جميع الأطراف السياسية اليوم يتطلب عمل صادق نحو إعادة مستوى الحريات الذي كان قبل أحداث 14 فبراير وقد يتفاجئ الكثير من حقيقة أن إعادة مثل هذه المساحة البسيطة يتطلب سنوات من الزمن.

القضية الهامة التي يجب على كل جمعية سياسية أو فرد أن يراجع حساباته فيها هي المشاركة في المجلس النيابي الذي ربما يعتبر الخيار الأفضل للبلد مع تقبل محدودية الصلاحيات ومحاولة الضغط نحو تطوير أداء السلطة التشريعية بالنهج السلمي وهو أمر يتطلب سنوات متواصلة حتى يثمر القليل.

في كل الأحوال, للتراجع عن المكابرة الحالية ثمن وسيكون باهض على الجهة التي أرتكبت الكثير من الأخطاء وهذا أمر طبيعي لمن يريد أن يفتح باب نقد الذات ومعالجة الخلل, هناك من سيسير اليوم وفق هذا التصور وهناك من سيرفض هذا الخيار والحرية مكفولة للجميع.

في نظري, العمل السياسي الذي يخلوا من الأمل لايمكن له أن يستمر طويلآ, ونحن بحاجة إلى أمل مستمر من خلال العمل بنواياصادقة لمساعدة الضعفاء بعيدآ عن حسابات أطماعنا الشخصية أو جمعياتنا السياسية.

bader

الكاتب، بدر فاروق الهاجري، حاصل على البكالوريوس في علوم الكمبيوتر من جامعة أما الدولية، و يعمل في شركة بتلكو للإتصالات السلكية و اللاسلكية.
شارك بدر في عدة دورات سياسية في برامج معهد البحرين للتنمية السياسية، و كان عضو هيئة مركزية في تجمع الوحدة الوطنية سابقا.
حاليا بدر عضو في ائتلاف شباب الفاتح.
الأراء المطروحة في هذا المقال تمثل أراء الكاتب ولا تعبر عن أراء منظمي نقاش البحرين

عن The Bahrain Debate

‏نقاش البحرين: مبادرة للحوار المدني تهدف لخلق مساحة للحوار والبحث عن الحلول The Bahrain Debate: an initiative for civil discourse

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>

إلى الأعلى